قيادة محافظة الضالع تستقبل وفدًا أمميًا لتقييم الوضع الإنساني بعد فتح الطريق الدولي بين عدن وصنعاء عبر الضالع
استقبلت قيادة محافظة الضالع، صباح اليوم، وفدًا من مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن برئاسة المستشار العسكري أنطوني هايورد، ومدير المكتب بربت سكوت، وذلك في زيارة ميدانية تهدف إلى تقييم الوضع الإنساني والأمني بعد مرور نحو شهر على فتح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والعاصمة صنعاء عبر منفذ الضالع، والذي تم فتحه وتأمينه من قبل القوات المسلحة الجنوبية والقوات المشتركة لخدمة المواطنين.
وكان في مقدمة مستقبلي الوفد محافظ الضالع، اللواء الركن علي مقبل صالح ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بالمحافظة العميد عبد الله مهدي وقائد محور الضالع قائد المنطقة العسكرية الثامنة اللواء ركن مظلي هادي العولقي، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية، حيث جرى استعراض الجهود التي بذلتها السلطة المحلية والقوات العسكرية في سبيل فتح وتأمين هذا الطريق الاستراتيجي، والذي يمثل شريانًا رئيسيًا للحركة بين الجنوب والشمال.
وأكد المحافظ خلال اللقاء أن فتح الطريق جاء في إطار حرص قيادة المحافظة على تخفيف معاناة المدنيين وتعزيز فرص السلام، موضحًا أن منفذ مريس مفتوحًا منذ قرابة الشهر، في حين تواصل مليشيا الحوثي رفضها القاطع لفتح طريق الفاخر–إب من جهتها، متسببة في استمرار معاناة المواطنين ومضاعفة المشقة عليهم.
من جانبه، أوضح رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، العميد عبدالله مهدي سعيد، أن الطريق مؤمّنة بقوات أمنية ونسائية لضمان سلامة العابرين، مشيرًا إلى أن القوات ضبطت عدة محاولات لتهريب مخدرات ومواد متفجرة من قبل المليشيات الحوثية، مما يعكس استغلالها للطرق والمعابر الإنسانية لأغراض تهدد أمن واستقرار المجتمع.
بدوره، تطرق قائد المنطقة العسكرية الثامنة قائد محور الضالع، اللواء الركن مظلي هادي العولقي، إلى الوضع العسكري في الجبهات، مؤكدًا أن الجبهات تشهد حالة من "اللاحرب واللاسلم"، وأن التدهور الحاد في وضع المليشيا الحوثية عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا يمثل فرصة سانحة يجب استثمارها من قبل الأطراف الأممية للضغط نحو خيار السلام.
وعقب اللقاء، قام الوفد الأممي بجولة ميدانية إلى منطقة مريس، إحدى أبرز مناطق التماس، حيث اطلع على الأوضاع الميدانية ومدى التزام الأطراف بحماية المدنيين، خصوصًا فيما يتعلق بمخاطر الألغام والاستهداف العشوائي، ضمن جهود الأمم المتحدة لمتابعة تطبيق المعايير الدولية الإنسانية على الأرض.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يُنظر فيه إلى فتح الطريق عبر الضالع كخطوة إنسانية مهمة، تقابلها حالة من التعنت والتصعيد من جانب مليشيا الحوثي، التي لا تزال ترفض التجاوب مع المبادرات الرامية إلى فتح الطرق الأخرى وتخفيف معاناة المواطنين.