في الذكرى الثامنة لاستشهاده : العقيد عوض ناشر العامري... دمٌ لا يتبخَّر، وإرث لا يُنسى
تُطِلُّ علينا الذكرى الثامنة لاستشهاد البطل العقيد عوض ناشر العامري، الذي ارتقى في الخامس من نوفمبر عام 2017م أثناء التصدي للعناصر الإرهابية في مبنى البحث الجنائي ، وهي ليست ذكرى عابرة يُخيم عليها حزن الفقد، بل هي محطة خالدة لتجديد العهد مع معنى التضحية الحقيقي من أجل الجنوب الذي جسّده بدمه وروحه.
إن استذكار بطولته اليوم ليس مجرد استحضار لشخص غاب، بل هو وقفة إجلال أمام قيمة سامية؛ قيمة رجل آمن بقضيته حتى البذل الأقصى.
فالشهيد عوض العامري، الذي أفزع الإرهاب بشجاعته في معركة تحرير إدارة البحث الجنائي في العاصمة عدن، لم يكن مجرد مسؤول أمني، بل كان فدائياً استثنائياً حوَّل جسده إلى سد منيع، مفضلاً الموت لتبقى الحياة والأمان لأبناء العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة .
إن خُلود ذكرى مثل هذا البطل لا ينبع من الأسى العميق لوجود ثغرة خلفها غيابه، بل من استمرار السير على دربه بثبات وإصرار. إنه إرث من الشجاعة، والبسالة، والإخلاص الذي يُلهم الأجيال بأن الأوطان تُبنى بالصمود وتُحفظ بالدماء الطاهرة.
الشهيد عوض ناشر العامري أثبت أن المواجهة لا مفر منها حين يتعلق الأمر بالكرامة والوجود. لقد ترك لنا نموذجاً يُحتذى به في التمسك بالمبادئ مهما بلغت التحديات، وأن طريق العزة غالباً ما يمر عبر التضحيات الجسيمة.
فلتكن ذكراه في هذا العام، وكل عام، بمثابة شُحنة إيجابية تُذكِّرنا بأن النصر هو حليف من يثبت على الحق، وأن الغايات العظيمة تستدعي تضحيات عظيمة. إن دمه لم يتبخَّر، بل تحوَّل إلى نور يهدي السائرين نحو بناء مستقبل آمن ومستقر.
في هذا اليوم، نرفع الهامات اعترافاً بجميل هذا البطل ورفاقه، ونُعلنها صريحة: على هذا الدرب... سائرون، حمايةً لإرثكم، ووفاءً لتضحياتكم، وإيماناً بأن كرامة وطننا الجنوبي لا تقبل المساومة.















