إنجاز علمي يعزز مسار التطوير الفكري للمؤسسة العسكرية الجنوبية
في عالمٍ تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية وتشتد فيه المنافسة بين القوى الكبرى، لم تعد القوة تُقاس بما تمتلكه الدول من جيوش وترسانات، بل بما تملكه من قدرة على الإقناع والتأثير وصياغة العقول والوجدان. إذ أصبحت القوة الناعمة أحد أهم مفاتيح النفوذ العالمي، وسلاح التأثير الهادئ الذي يحسم المعارك دون إطلاق رصاصة.
وفي هذا السياق، جاءت الرسالة البحثية التي ناقشها اليوم العميد إبراهيم قائد علي مدير الدائرة المالية للقوات المسلحة الجنوبية لنيل زمالة كلية الدفاع الوطني، بعنوان "القوة الناعمة ودورها في السياسة الدولية". وهي دراسة نوعية تكتسب أهميتها من كونها تتناول موضوعًا استراتيجيًا محوريًا في العلاقات الدولية الحديثة، وتسلّط الضوء على البعد غير العسكري في إدارة الصراعات وبناء النفوذ.
وعبّر هذا العمل الأكاديمي عن رؤية وطنية عميقة تنسجم مع توجهات القوات المسلحة الجنوبية نحو تعزيز القدرات الفكرية والمعرفية لمنتسبيها، وتطوير أدوات الفهم السياسي والعسكري بما يتلاءم مع متطلبات العصر. فالمؤسسات العسكرية الحديثة، ومنها القوات المسلحة الجنوبية، تولي اهتمامًا متزايدًا بالجانب الفكري والثقافي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن الوطني الشامل. وما تقوم به من جهود في التأهيل الفكري والتطوير المعنوي والسياسي لمنتسبيها يشكل نموذجًا متقدمًا في الجمع بين القوة الصلبة والناعمة.
فالعنصر الواعي، الذي يدرك أبعاد الصراع ومفاهيم الأمن والسياسة، هو في ذاته أداة ناعمة للتأثير الوطني، وصوت حضاري يعكس صورة الجنوب الجديد القائم على الوعي والمسؤولية. ومن هنا، تكتسب رسالة العميد إبراهيم قائد أهمية مضاعفة، لأنها لا تكتفي بالجانب الأكاديمي، بل تخدم توجهًا وطنيًا استراتيجيًا في بناء فكر الدفاع المعاصر الذي يوازن بين السلاح والمعرفة.
وبهذه المناسبة، يتقدم ابطال قواتنا ا المسلحة الجنوبية بأسمى التهاني والتبريكات إلى العميد إبراهيم قائد علي بمناسبة مناقشته رسالته البحثية لنيل زمالة كلية الدفاع الوطني بعنوان "القوة الناعمة ودورها في السياسة الدولية". متمنين له مزيدًا من النجاح والتوفيق في مسيرته الأكاديمية والعسكرية، ومؤكدين أن هذا الإنجاز العلمي يمثل إضافة نوعية في مسار التطوير الفكري للمؤسسة العسكرية الجنوبية، وخطوة رائدة نحو بناء قوة وطنية متكاملة تجمع بين الوعي والسلاح، بين الفكر والقيادة، وبين العلم والانتماء.















