ما أعلنته اللجنة الأمنية العليا يؤكد مصداقية ومهنية وانجازات قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب وخلاياه
ما أعلنته اللجنة الأمنية العليا خلال اجتماعها المنعقد اليوم في قصر المعاشيق بالعاصمة عدن، حولت تفكيك خلية إرهابية خطيرة في محافظة تعز مرتبطة بمليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، لا يشكّل فقط إنجازًا أمنيًا جديدًا، بل يؤكد مجددًا مصداقية ومهنية قواتنا المسلحة الجنوبية منها الاجهزة الامنية ، التي كانت منذ البداية في صدارة المواجهة ضد الارهاب وتنظيماته وخلاياه والاطراف الداعمة له وكشف الحقائق بالادلة الداغة والتحذير من هذه التهديدات وشبكاتها وخلايها وغرف عملياتها .
الخلية التي أعلنت اللجنة الامنية العليا تفكيكها، والمتورطة في سلسلة اغتيالات وتفجيرات ارهابية استهدفت قيادات أمنية ومدنية جنوبية ، على رأسها اللواء ركن ثابت جواس ومحافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، سبق وأن تم كشف خيوطها وقيادتها وعلاقتها بمليشيات الحوثي ووكرها الرئيس و التحذير من أنشطتها الإجرامية من قبل الأجهزة الأمنية في عدن، وقدمت بشأنها أدلة دامغة واعترافات رسمية، لم تلقَ للأسف في حينها الاهتمام الكافي من الجهات الرسمية في مؤسسة الرئاسة والحكومة ، بل تم تجاهلها، وسط حملات تشكيك اخوانية ومواقف سياسية متقلبة تجاه من كان يقود هذه الشبكة ويديرها ، وهو الإرهابي أمجد خالد، الذي كان لا يزال يُصوره البعض كقائد عسكري في وقت كانت الأدلة والبراهين منها اعترافات خلايا تم ضبطها في عدن انه اداة حوثية تدير اخطر شبكة ارهابية تستهدف العاصمة عدن ومواطنينا وقواتنا المسلحة .
اللافت أن الكثير مما اعلنته اللجنة الأمنية العليا اليوم، سبق وأعلنته الجهات الأمنية في العاصمة عدن منذ سنوات، بما في ذلك العلاقة المباشرة بين الارهابي أمجد خالد وقيادات بارزة في مليشيا الحوثي، وتورطه في تنفيذ سلسلة اغتيالات وعمليات ارهابية بالعاصمة. بل إن اللجنة نفسها أقرت اليوم بحجم التورط وخطورة هذه الشبكة الارهابية وفداحة ما ارتكبته من عمليات ارهابية ، ووجود معامل تفخيخ وعبوات ناسفة ومعلومات استخباراتية دقيقة عثر عليها في منزل الارهابي امجد خالد بمدينة التربة محافظة تعز وسبق للسلطات الامنية بالعاصمة عن التحذير من هذا الوكر الارهابي الخطير .
هذا الإقرار، وإن جاء متأخرًا، يؤكد أن ما جرى اليوم هو تتويج حقيقي لجهود طويلة وثابتة قامت بها قواتنا المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب وخلاياه وشبكاته الخطرة ذات الارتباط بالمليشيات الحوثية منها شبكة الارهابي امجد خالد ، رغم ما واجهته من تشكيك وتظليل ومعوقات ميدانية وسياسية وإعلامية.
من غير المفهوم ولا المقبول أن يتم تغييب الدور الامني الصادق والحازم والرائد في العاصمة عدن مما ورد في خبر اعلان اللجنة العليا ، فعدن ومن خلال رجال امنها كانت السباقة في كشف هذه الشبكات والتصدي وملاحقتها وكشف خيوطها في وقت لم يكن فيه أحد يجرؤ على تسميتها بمسمياتها . بل إن الحملة الإعلامية والسياسية المعادية المغرضة التي تعرّض لها رجال الأمن في العاصمة عدن، كانت حينها أشد دفاعا مباشرا مع تلك الشبكات والخلايا الارهابية .
إن ما جرى كشفه اليوم لا يجب أن يُقرأ كإنجاز معزول، بل كثمرة من سلسلة نجاحات وانجازات حققها ابطال قواتنا المسلحة والامن الجنوبية ، الذين ثبتوا ، وواجهوا الإرهاب وخلاياه بشجاعة، وقدموا دماءهم دفاعًا عن شعبهم ووطنهم الجنوب وعاصمتهم عدن ، لا طلبًا للشهرة او انتظار شهادة من غير قيادتهم وشعبهم . والحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن هذه الاعترافات والنتائج الأمنية تُعد في جوهرها شهادة رسمية على صواب نهج القوات المسلحة الجنوبية، التي خاضت الحرب ضد الإرهاب وحيدة في كل المراحل، وبإمكانيات محدودة، وإرادة وطنية صلبة.
إن اللحظة لا تستدعي بالضرورة شجاعة الاعتراف الكامل بأن القوات المسلحة الجنوبية كانت، وما تزال، خط الدفاع الأول في مواجهة الإرهاب، ماهو مطلوب من مجلس القيادة الرئاسي واللجنة الامنية العليا الاطلاع بالمسؤولية في توفير كل متطلبات الحرب على الارهاب وصون الامن والاسقرار لقواتنا المسلحة والامن واغلاق قنوات مصادر التمويل للمطابخ الاعلامية التي تستهدف رجال الامن وتبرر الفوضى والتخريب والارهاب نقول ذلك على اعتبار ان ما اعلن عنه اليوم يجب ان يكون حافزا لتصويب المجهود والخطاب الرسمي وتوحيد الموقف في الحرب على الارهاب الذي اصبح ابرز ادوات المليشيات الحوثي والاهم من ذلك تجريم تسيس الملف الامني ، والاعتراف بأن الحقيقة لا يمكن دفنها، حتى وإن تأخر الوقت.