في ذكرى فك الارتباط.. ماضون بعزم وإرادة صلبة نحو الاستقلال الكامل لوطننا الجنوب
بالذكرى الحادية والثلاثين لإعلان فك الارتباط، تبرز هذه المناسبة كمنعطف تاريخي هام يمثل انطلاقة جديدة نحو استعادة الدولة الجنوبية ذات السيادة الكاملة، حيث نستحضر من خلالها التضحيات العظيمة والصمود الأسطوري الذي أبداه أبناء الجنوب في وجه التحديات. وتتجلى في هذه الذكرى روح المقاومة والتصميم الراسخ على بلوغ الأهداف الوطنية، مهما بلغت الصعوبات.
لقد شكّل إعلان فك الارتباط لحظة مصيرية أعادت الجنوب نحو مسار الاستقلال والسيادة، وفتح آفاقًا واسعة أمام أبناء الجنوب لبناء مستقبل زاهر ومزدهر. ورغم العقبات والتحديات التي واجهها الجنوب، إلا أن هذا الإعلان ظل بمثابة شعلة أمل لاستعادة الحقوق المغتصبة وتحقيق تطلعات أبناء الجنوب في العيش في دولتهم بحرية وكرامة.
إن هذه الذكرى تمنحنا القوة والعزيمة لمواصلة مسيرة النضال الوطني من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، كما تجدد فينا الإيمان بوحدتنا وتماسكنا كشعب جنوبي موحد يعمل يدًا بيد لتحقيق أهدافه الوطنية المشروعة.
ويظل إعلان فك الارتباط رمزًا خالدًا للتحدي والانتصار على الظلم ، وتجسيدًا حيًا لإرادة شعب الجنوب في نيل حريته واستقلاله، كما يعكس هذا الإعلان روح الأمل والتفاؤل ويُلهِم الجنوبيين للاستمرار في نضالهم حتى نيل الاستقلال الكامل وبناء دولة الجنوب
وفي الوقت ذاته، تحيي هذه الذكرى في نفوسنا مشاعر الألم والأسى، إذ تعيد إلى الأذهان أهوال الحرب الهمجية التي اجتاحت الجنوب بفتوى تكفيرية ، وخلفت وراءها مأساة إنسانية كبيرة عانى منها وطننا الجنوب الحبيب. وكانت تلك الحرب سببًا رئيسيًا في إعلان فك الارتباط عن نظام الاحتلال الغاشم، تلبيةً لإرادة شعب الجنوب الذي رفض الوحدة الاندماجية الزائفة والمقبورة .
لقد تحولت تلك الوحدة المزعومة إلى كابوس حقيقي دمّر البنية التحتية، وأهلك الأرض والإنسان، وترك جراحًا عميقة في نفوس أبناء الجنوب، لكنها في المقابل أعادت تأكيد إرادة شعب الجنوب في الصمود والتحدي، وزادت من إصراره في النضال والكفاح التحرري والمضي قدما نحو استعادة دولته وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
وفي هذا السياق، نؤكد بأننا في القوات المسلحة الجنوبية حماة وطننا نذود عن سيادته وعزة وكرامة شعبه وفي طليعة مسيرته النضالية التحررية ، وندرك جيدًا أن التحديات وفي هذه المرحلة الفارقة تتطلب تكاتف كافة أبناء الجنوب والاصطفاف وتوحيد الجهود ، والالتفاف حول قيادتنا السياسية العليا ومجلسنا الانتقالي الجنوبي .
نؤكد جاهزيتنا التامة واستعدادنا العالي الدائم لأداء واجبنا الوطني بكل شجاعة وإقدام، وندعو جميع أبناء الجنوب إلى توحيد الصفوف وتعزيز التلاحم والعمل المشترك لاستعادة الحقوق وبناء الدولة الجنوبية المستقلة.
تأتي ذكرى إعلان فك الارتباط هذا العام وقواتنا المسلحة الجنوبية، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، تواصل كتابة ملاحم البطولة والفداء في ميادين العزة والشرف في الجبهات الحدودية ومسارح الحرب على الارهاب . تحت قيادته الحكيمة، تثبت قواتنا كل كفاءتها وقدرتها واقتدارها وعزمها الصلب في الدفاع عن الوطن الجنوب واستعادة كافة الحقوق المسلوبة وفي طليعتها دولتنا الجنوبية الفيدرالية الحديثة .
وما تزال قواتنا المسلحة الجنوبية تقدم أروع التضحيات من أجل الحرية والتحرير والاستقلال، مجسدة أسمى معاني الصمود والإرادة في مواجهة مختلف التحديات. وفي هذه الذكرى الغالية، نُعبر بكل فخر واعتزاز عن تقديرنا للدور البطولي الذي تؤديه قواتنا المسلحة، ونؤكد استمرارنا في النضال حتى تحقيق استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة .
وبفضل القيادة الرشيدة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، تظل قواتنا المسلحة الجنوبية درع الجنوب الحصين، وحصنًا منيعًا يدافع عن الأرض والإنسان، ويذود عن كرامة شعبنا بكل بسالة.
نجدد العهد لدماء شهدائنا الأبرار، ونُعاهد الله وشعبنا الأبي على مواصلة النضال حتى نيل الاستقلال الكامل وتحقيق السيادة الوطنية المنشودة لوطننا الجنوب.
▪ قائد اللواء الثاني دعم واسناد