الأول من سبتمبر.. يوم تُكتب فيه بطولات الجنوب بدماء الأبطال

العميد مازن الجنيدي

 

الأول من سبتمبر يمثل أكثر من مجرد ذكرى تاريخية؛ إنه يوم يعبر عن هوية شعب الجنوب، عن تاريخه المليء بالتضحيات، وعن عزيمته المتجذرة في الأرض التي ارتوت بدماء الأبطال. عيد الجيش الجنوبي ليس احتفالاً عادياً، بل هو مناسبة لاستحضار معاني الكرامة والشرف التي رسخها رجال الجيش الجنوبي في صفحات التاريخ.

هذا الجيش العظيم لم يكن يوماً مجرد قوة عسكرية، بل كان رمزاً للوطنية الحقة، ودرعاً واقياً يحمي الجنوب من كل محاولات النيل من استقلاله وحقوقه. لقد أثبت الجيش الجنوبي في كل مرحلة من مراحل التاريخ أنه ليس مجرد مؤسسة دفاعية، بل هو القلب النابض للأمة الجنوبية، وهو الحصن الذي يلجأ إليه الشعب في أصعب الأوقات.

إن عيد الجيش الجنوبي هو فرصة لتجديد العهد مع الأبطال الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن الجنوب. هو رسالة للأجيال القادمة بأن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الاستقلال الحقيقي لا يأتي إلا بتضحيات جسيمة. وأن علينا أن نستلهم من هذه المناسبة روح التضحية والصمود، وأن نواصل النضال من أجل بناء مستقبل يليق بتضحيات من سبقونا.

كما نعاهد القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُّبيدي، إننا على العهد ماضون بثبات، متمسكين بقضية شعب الجنوب العادلة، وماضين بكل عزم وإصرار تحت قيادته الحكيمة لتحقيق تطلعات شعبنا واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة.

وإنني أدعو كل أبناء الجنوب إلى الالتفاف حول جيشهم، وإلى تعزيز الوحدة الوطنية، لأن قوتنا دائماً تكمن في وحدتنا، وعزيمتنا دائماً تتجسد في إيماننا بحقنا في العيش بحرية وكرامة. عيد الجيش الجنوبي هو رسالة واضحة بأن الجنوب قوي برجاله، شامخ بإرثه، وماضٍ نحو مستقبل مشرق رغم كل التحديات.
كل عام والجيش الجنوبي بخير، وكل عام والجنوبيون في عزة وفخر لا ينتهيان.

*قائد اللواء الثاني دعم وإسناد