انها شبام العالية .. حيث التاريخ يلتحم بالعزيمة

كتب/ العميد الركن وهيب بن سلم

 

    في قلب حضرموت، حيث تعانق السماء أبراج الطين، وتروي الجدرانُ حكايات قرون من المجد والإبداع، كانت شبام على موعدٍ مع الحاضر المشرق، كما كانت بالأمس منارةً للتاريخ والحضارة..
مشاركتنا في فعاليات شبام حضرموت لم تكن مجرد حضورٍ شكلي أو واجب رسمي، بل كانت موقفا وطنيا ومعنويا يُعبِّر عن انتمائنا العميق لهذه الأرض الطيبة، واعتزازنا بمجدها الممتد من الماضي إلى المستقبل..
لقد جسّدنا من خلال هذه المشاركة روحَ الجنوب الأبيّ، وقدمنا صورةً ناصعةً عن التلاحم بين التاريخ والإرادة، بين الأصالة والتجديد. فكل فعاليةٍ في شبام كانت رسالةً مفادها أن حضرموت لا تزال عمق وروح الجنوب بنبض أبنائها الاوفياء  ، وأن الأصالة ليست ماضيا يروى ، بل حاضرا يُبنى بسواعد المخلصين ..
في كل خطوةٍ خطوناها بين أزقة شبام العريقة، كنا نستشعر عبق التاريخ ونستلهم منه القوة والعزيمة هناك، حيث يشهد الطين على عبقرية الإنسان الحضرمي، أدركنا أن البناء الحقيقي يبدأ من الإيمان بالهوية الجنوبية ، وأن حضرموت  بكل عظمتها  مدرسةٌ في الثبات والصبر والإبداع بل نموذج بالحكمة  في إعادة الاصطفاف بحضرموت خاصة والجنوب عامة..
إن مشاركتنا في هذه الفعاليات تعني أننا جزء من مسيرةٍ متواصلةٍ لبناء المستقبل، نستمد فيها من تراثنا الحضرمي الجنوبي دروس الانتماء والعطاء والالتزام..
لقد أعدنا التأكيد أن القوة ليست فقط في السلاح، بل في الوعي والثقافة والتاريخ، وأن حضرموت كانت وستظل ركيزة أساسية في هويتنا الجنوبية وتاريخه النضالي والإنساني.
نقولها بكل فخر شبام ليست مجرد مدينة، إنها روح حضرموت، ومشاركتنا فيها عهدٌ جديدٌ بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.
ومن هنا نواصل المسير، بثقة في الله، ووفاء للأرض شهدائنا الابرار  ، وإيمانٍ لا يتزعزع بأن الجنوب يصنع مجده من جديد ، من حضرموت إلى كل وطننا الجنوبي ..
تحية و اجلال لابطال شبام وحضرموت وكل الجنوب لتلبيتهم النداء الاكتوبري.
جزيل الشكرا لقيادة تنفيدية وادي حضرموت و مديرية شبام لدورهم التنظيمي للفعالية ..
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار..
الشفاء لجرحانا الميامين..