‏وادي حضرموت يتحرر وعملية المستقبل الواعد تحقق حلم الجنوب

كتب /الدكتور صدام عبدالله



شهدت محافظة حضرموت بتاريخها العريق ومكانتها الاستراتيجية فصلا طويلا ومؤلما من الظلم والاضطهاد على مدى أكثر من ثلاثة عقود كانت المنطقة وعلى وجه الخصوص وادي حضرموت ترزح تحت سيطرة مليشيات تزعم أنها تقاوم جماعة الحوثي، لكن أفعالها على الأرض كانت تخالف ادعاءاتها. هذه القوات شكلت حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وعبثت بأمن واستقرار حضرموت والجنوب عامة، مما أدى إلى معاناة شديدة لأهالي المنطقة وتمييز ممنهج بحقهم وظل أبناء حضرموت يحلمون بانتهاء هذا الكابوس وعودة إدارة أرضهم إلى أبنائها.
واستجابة للنداء الشعبي المتزايد والمعاناة المستمرة، أطلقت القوات المسلحة الجنوبية عمليتها العسكرية الحاسمة تحت اسم ‎#المستقبل_الواعد. كانت هذه العملية تهدف إلى تطهير وادي حضرموت من المليشيات المتخادمة مع قوى الفوضى والإرهاب، وبفضل التخطيط الدقيق والجهوزية العالية، تمكنت القوات الجنوبية خلال ساعات قليلة من تحقيق انتصار ساحق، أسفر عن تحرير وادي حضرموت، وهذا الإنجاز لم يكن مجرد تغييرا عسكريا، بل كان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الأمن والكرامة لأبناء المنطقة. لقد عاد الوادي أخيراً إلى حضن أهله، الذين عانوا من القهر والفساد طوال عقود.
وكانت ردة فعل أبناء حضرموت وبقية محافظات الجنوب فور انتشار أنباء التحرير فرحة عارمة وابتهاجا جماهيريا لا يوصف، اذ خرجت الحشود في مسيرات تلقائية معبرة عن شكرها وتقديرها للقوات المسلحة الجنوبية، مؤكدة على تمسكها بهويتها الجنوبية وحقها في إدارة شؤونها. 
اخيرا يمكن القول ان هذا الانتصار يعد نقطة تحول مفصلية، ليس فقط لوادي حضرموت، بل للجنوب العربي كله، حيث يبعث برسالة واضحة مفادها أن زمن الظلم والعبث بالأمن قد ولى، وأن المستقبل الواعد هو مستقبل الأمن والاستقرار والتنمية الذي سيبنى بسواعد أبناء حضرموت انفسهم وبحماية ابطال قوات النخبة الحضرمية.