الشهيد القائد عبداللطيف السيد.. أسد الجنوب الذي أرعب الإرهاب

في الذكرى الثانية لاستشهاد القائد البطل العميد عبد اللطيف السيد، قائد الحزام الأمني في محافظة أبين، نقف اليوم أمام مسيرة قائد استثنائي، ترك بصمة خالدة في سجل النضال الجنوبي، وسطر بدمائه الطاهرة ملحمة بطولية وفدائية سيخلدها التاريخ على مر العصور.

في مثل هذا اليوم، وقبل عامين، فقد الجنوب وأجهزته الأمنية والعسكرية أحد أبرز قادته الميدانيين، ورجاله المخلصين، لقد كان الشهيد عبد اللطيف السيد رمزا للفداء، حيث تقدم الصفوف منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي، مؤمنًا بعدالة قضية شعب الجنوب، مدافعًا عن الدين والأرض والعرض والشرف حتى نال الشهادة، ليقدم حياته فداء للحرية والكرامة.

فمنذ أيام توليه قيادة اللجان الشعبية في أبين، حمل الشهيد السيد على عاتقه مهام محاربة الإرهاب، وخاض معارك ضارية ضد التنظيمات الإرهابية، دفع في سبيل ذلك تضحيات جسيمة، فقد سقط العديد من الشهداء من أفراد أسرته وزملائه، فيما تعرض هو شخصيا لعدة محاولات اغتيال وتفجيرات إرهابية، تاركا جسده النحيل مثخنا بالجراح لكنه ظل صامدا لا تلين عزيمته.

كان الشهيد السيد فزعا ورعبا للجماعات الإرهابية، والعدو الأول لعناصر الشر والتطرف، لا يهدأ له بال ما دام الإرهاب يهدد أمن الجنوب، حيث ظل شوكة في حلق كل من حاول العبث بأمن أبين والجنوب عامة، ورمزا للشجاعة والحسم في مواجهة قوى التطرف.

لم يتوقف عن أداء واجبه حتى اللحظة الأخيرة، إذ اُستهدف وهو يقود معركة "سيوف حوس" التي كانت امتدادا لحملة "سهام الشرق" لتطهير بعض مديريات المنطقة الوسطى من آفة الإرهاب، هناك ارتقى شهيدا، ومعه كوكبة من أبطال قواتنا، في مقدمتهم رئيس عمليات حزام أبين النقيب صلاح اليوسفي، والشيخ القبلي البارز محمد كريد الجعدني، ليخيم الحزن العميق على أبين خاصة، والجنوب عامة، بفقدان أحد أعمدة قوات الحزام الأمني وأسد من أسودها.

لقد جسد الشهيد السيد نموذج القائد الميداني القريب من جنوده، يشاركهم الصعاب، ويضرب أروع الأمثلة في التضحية والوفاء، فاستحق أن يكون قدوة للأجيال القادمة في الإقدام والثبات.

وفي هذه الذكرى، نجدد العهد بأن إرث الشهيد عبد اللطيف سيظل حيا في وجداننا، وسنواصل الدفاع عن الجنوب والتصدي لكل من يحاول المساس بأمنه واستقراره، وفاء لدماء الشهداء الأبرار… رحم الله الشهيد القائد البطل وأسكنه فسيح جناته.

*القائد العام لقوات الحزام الأمني.